الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) تتوقع أن يشهد 2019 دخول اتفاقية حظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ.
بقلم نينا بهانداري
سيدني (IDN)- شهد العالم خلال عام 2018، تزايدًا في قرع طبول الحروب النووية، ولذا، تدعم الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) التحركات العامة حول العالم للضغط على الحكومات من أجل التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية واعتمادها، حيث تحدث تيم رايت منسق معاهدة الآيكان إلى نينا بهانداري في (IDN) عن نزع السلاح النووي، وزيادة الوعي بشأن مخاطر الأسلحة النووية وعواقبها ولماذا يحتاج العالم لاتفاقية حظر السلاح النووي هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ مضى.
ويتوقع رايت أن يشهد عام 2019 دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، وهو يشيد أيضًا بالدور العظيم للقائد الكوري الجنوبي في بدء الحوار بين الكوريتين. ” إلا إن السلام الحقيقي يجب أن يُبنى على الرفض التام والكلي للأسلحة النووية من جميع الأمم ليس فقط كوريا الشمالية” ذلك أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للاتفاق النووي مع ايران يقوض من جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية” أو حسب بما جاء على لسانه. وفيما يلي نص المقابلة التي دارت معه:
نينا بهانداري: بصفتك منسق الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية بشأن اتفاقية الأمم المتحدة لحظر انتشار الأسلحة النووية، ما التغيير الذي طرأ على سيناريو نزع السلاح النووي العالمي في وجهة نظرك منذ أن حصلت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية على جائزة نوبل للسلام في عام 2017؟
تيم رايت: لقد ساهم حصول آيكان على جائزة نوبل للسلام العالمي عن عام 2017 في إلقاء الضوء على المعاهدة الجديدة لحظر انتشار الأسلحة النووية، فقد ساهمت في الزخم وراء جمع التوقيعات والتصديقات، ولقد أظهرت أنه ثَمَّةَ مسارًا بديلًا يمكن اتخاذه، وإننا لسنا في حاجة إلى أن نعيش إلى الأبد في عالمٍ على شفا جرفٍ هارٍ من الحرب النووية.
لقد قلنا في كلمتنا في حفل جائزة نوبل للسلام، بأنه علينا الاختيار ما بين نهايتنا ونهاية الأسلحة النووية، وأظن أن هذه الرسالة قد وجدت صداها بين شعوب العالم، فالناس في كل مكان تساورهم المخاوف بشأن الخطر المُحدق الذي تفرضه هذه الأسلحة المخيفة على الإنسانية وهم يريدون رؤية الحكومات تسارع الخطى نحو استئصال شأفة هذا التهديد، فهذه الشعوب باتت في أمس الحاجة إلى التغيير، واليوم لدينا الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم يعملون على حثّ حكوماتهم على التوقيع على هذه الاتفاقية.
نينا بهانداري: منذ فتح باب التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في 20 سبتمبر 2017، وقَّع عليها 58 دولة واعتمدتها 10 دول، وينبغي أن تعتمدها خمسون دولة لتدخل حيز التنفيذ، وبما أن مؤتمر الأمم المتحدة حول نزع السلاح النووي وهو مؤتمر رفيع المستوى الذي كان من المقرر إقامته في الفترة ما بين 14-16 مايو 2018 قد أُرْجِئَ لأجلٍ غير مسمى، متى نتوقع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ؟
تيم رايت: إننا نأمل في أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في عام 2019، ونعمل لتحقيق هذه الغاية، ومن أجل تنفيذ الاتفاقية نحتاج إلى اعتماد 40 دولة، وقد نما لعملنا أن العديد من الدول احرزوا تقدمًا ملحوظًا في عملية الاعتماد الخاص بهم، كما أن بعض الدول ينبغي أن تستعد إلى تقديم صكوك الاعتماد بحلول الأشهر القليلة المُقبلة.
ونتوقع أن تعتمد كل من نيوزيلندا وايرلندا الاتفاقية بحلول منتصف هذا العام، كما قدمت العديد من بلدان أمريكا اللاتينية الاتفاقية إلى مجالس الشيوخ التابعة لهم ويُتوقع اعتمادهم لها خلال هذا العام، ولذا، فإن الاتفاقية يجب أن تكون في طريقها الصحيح نحو التنفيذ بنهاية العام الحالي.
كان هناك شعور عام بأنه في ضوء جميع الأنشطة المتعلقة بنزع السلاح النووي في نيويورك في عام 2017، يشكل مؤتمر الأمم المتحدة العالي المستوى لعام 2018 أهمية أقل بكثير مما كان يُنظر فيه من قبل، وقد كان هناك مجموعة من العوامل المتنوعة التي أدت إلى إرجائه لأجلٍ غير مسمى ألا وهي تحديدًا قلة التنظيم من جانب منظمي القرار الذي تمت الدعوى للمؤتمر بموجبه.
لم تشارك آيكان في التجهيز للمؤتمر، ذلك إننا نرغب في التركيز على جمع التوقيعات والاعتمادات على المعاهدة، إننا نصب جُل تركيزنا على الاجتماع الأول بين أطراف المعاهدة والذي من المُقرر إقامته في السنة التي تدخل فيها الاتفاقية حيز التنفيذ.
نينا بهانداري: فيما يبدو أن القمة المُزمع عقدها بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في الثاني عشر من يونيو في طريقها إلى الانعقاد، ما هي النتيجة التي تتوقعها من هذه القمة لدخول اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية حيز التنفيذ؟ ما هي أفكارك حول الدور النشط لكوريا الجنوبية في تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية؟
تيم رايت: لا يزال من غير المعلوم ما إذا كانت القمة ستُعقد أم لا، لقد سمعنا تعليقات من كلٍ من السيد كيم [الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون] والسيد ترامب [الرئيس الأمريكي دونالد ترامب] بأنه قد يتم إلغاؤها أو تغيير موعدها، فكليهما من القادة الذين لا يمكن التنبؤ بأفعالهم، وقد يحدث أي شيء، ولكننا لا نزال متفائلين بحذر بأن هذه العملية ستتمخض عن شيئًا إيجابيًا.
لقد أظهرت كوريا الجنوبية قيادة عظيمة ببدئها هذا الحوار، ويُعد السيد مون [رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن] طرفًا كبيرًا في المعادلة، “إلا إن السلام الحقيقي يجب أن يُبنى على الرفض التام والكلي للأسلحة النووية من جميع الأمم ليس فقط كوريا الشمالية، ومن الضروري أن ترفض كوريا الجنوبية فكرة الحماية بالمظلة النووية للولايات المتحدة، ذلك أن هذا البناء العسكري الخطير يُعزز الاعتقاد الخاطئ بأن الأسلحة النووية تعزز الآمن.
نينا بهانداري: ماذا يعني انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015 للعالم؟ هل ستبدأ إيران في تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي؟ وهل سيؤجج هذا سباق التسلح النووي بين الجيوش في منطقة الشرق الأوسط؟
تيم رايت: يعد هذا تطورًا خطيرًا، فجميع الإشارات كانت تدل على أن إيران كانت ملتزمة على نحو كامل بخطة العمل الشاملة المشتركة. ولقد أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العديد من المناسبات بأن إيران كانت تفعل ما يُملى عليها كطرف في الاتفاقية، وأن هذه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، هي خطوة غير مُبررة بالكامل كما إنها تقوض الجهود الرامية إلى منع الانتشار، الأمر الذي حسب ما اعتقد يرُسل رسالة خطيرة إلى المتشددين في إيران الذين قد يكونوا مُتطلعين إلى رؤية برنامج الأسلحة النووية الإيراني، ولا أعتقد أن الحكومة الإيرانية الحالية عازمة على تطوير أسلحة نووية.
أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق له عواقب أكبر، على سبيل المثال، سيكون من الصعب الوثوق في موقف الولايات المتحدة الأمريكية في أي من عمليات التفاوض مع كوريا الشمالية، فلماذا تتوقع كوريا الشمالية أن يفي الرئيس الأمريكي بوعده وهو لم يف به في حالة إيران، وقد انتقدت بشدة الدول الأوروبية وهي أعضاء في الاتفاقية [المملكة المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا] انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، إلا إننا نحتاج إلى تجاوز مجرد التركيز على عدم الانتشار.
ينبغي لنا التخلص من جميع الأسلحة الموجودة بما في ذلك جميع الدول التي تُعد أطرافًا في هذه الاتفاقية والتي تمتلك أسلحة نووية غير إيران، إننا نأمل في أن نرى الدول الأوروبية تنضم لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وأن تتلخص من اسلحتها النووية نهائيًا. لا تمتلك ألمانيا سلاحًا نوويًا، إلا إنها تستضيف الأسلحة النووية للولايات المتحدة الأمريكية على أراضيها. [IDN-InDepthNews- 28 مايو 2018]